يعني هذا رأفةً بالكسالى؛ لأن بعض الناس إذا انتهى من الدوام نام، ينام ثم يجد مسجد فيه جماعة تقام بعد أن يأخذ قسط من الراحة يكفيه، ولا شك أن التعاون مع مثل هؤلاء يعينهم على الكسل من جهة، لا شك أن فيه إحسان إليهم من جهة، وفيه أيضاً إعانة على الكسل، فالذي لا يرى رأي الحنفية ولا يقتدي بالإمام أبي حنيفة بتأخير هاتين الصلاتين ليس له أن يؤخر لحجة أن يدرك الناس الصلاة، نعم الرفق بالمأمومين مطلوب، فإذا كانت هذه رغبتهم لكن لا يصل إلى هذا الحد، لا يصل إلى هذا، ((أيكم أم الناس فليخفف)) فمن التخفيف على الناس مراعاة الأوقات، وسيأتي في حديث الإسفار أن من أهل العلم من قال: إن الإسفار إنما يكون إذا قصر الليل؛ ليعان الناس على إدراك صلاة الجماعة، هذا قال ... ، وله ما يدل عليه من حديث معاذ حينما بعثه النبي -عليه الصلاة والسلام-، وسيأتي الكلام فيه، لكن يبقى أنه وإن كان فيه مراعاة لأناس إلا أن فيه ضرر بالنسبة لآخرين، في المنطقة الشرقية والصلاة صلاة الصبح تتقدم فيها عن نجد فضلاً عن الحجاز، تتقدم والليل قصير، والناس مبتلون بالسهر، بعض المساجد يؤخر الإقامة خمسين دقيقة، فدخل وقت ليصلي وهو ما نام الليل كله كل الليل سهران، وجاء رجاء أن تصلى الصلاة على الوقت المعتاد، صبر صبر التفت يمين شمال ما في فائدة، تكلم بكلام شديد وخرج ترك الصلاة، فلا شك أن من الناس من يتضرر، لكن الإجزاء والصحة صحيحة والصلاة في وقتها ما لم تصفر الشمس، ليس فيه وعيد، لكن مع ذلك المطلوب أن تصلى الصلوات في أوائل الأوقات ما عدا الظهر إذا اشتد الحر، والعشاء إذا لم يشق.