١- الحمد لله الواحد المجيد، القوي الشديد، المبدئ المعيد؛ ذي العزة والسلطان، والرحمة والامتنان؛ الذي تواضع كل شيء لعظمته، واستسلم الخلق لقدرته؛ أحمده على النعماء، وأشكره على الشدة والرخاء؛ مالك الملك يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير، وهو على كل شيء قديرٌ؛ الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم؛ وصلى الله على محمدٍ عبده المرسل بالحجة والبرهان، والنور والفرقان؛ داعياً إلى الحق وشاهداً على الخلق، وعلى آل محمدٍ وسلم تسليماً.
٢- فلم يزل صلى الله عليه يصدع بما أمر به ويجاهد في سبيله محتسباً صابراً، يحض على الطاعة والعلم كما حدثنا أبو سعدٍ محمد بن يحيى، يعرف بالرهاوي، قال: حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، قال: حدثني، أبي، عن أبيه، قال: حدثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسالٍ المرادي، فقال لي: ما أقدمك؟ قلت: التماس العلم؛ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع)) وذكر الحديث.