((سألت لآجال مضروبة، وأرزاق مقسومة، وآثار مبلوغة؛ لا يعجل منها شيءٌ قبل أجله، ولا يؤخر بعد أجله)) .
٦٥٩- والجواب: أن سائل مثل هذا يعلم أنه غير مجاب إليه، ولكنه قال قولاً ود أن يكون به، كما يقال: جعلني الله فداك، وإن كان مما لا يوصل إليه، فيكون هذا سبباً لمحبة القائل أن يكون هذا للمقول، لأنه قال له ما لو وصل إليه وقدر عليه لفعله، فلم يكن ذلك من قائله مكروهاً، وكان المقول له قد وقف على مودته له وموضعه من قلبه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر المسلمين أن يكونوا إخواناً، ومن أخوتهم ود بعضهم بعضاً، وذلك القول مما يؤكد الأخوة بينهم، والمودة من بعضهم لبعض، ومثله دعاء بعضهم لبعض بالبقاء، والزيادة في العمر.
٦٦٠- وروى ابن عون، عن ابن سيرين، قال: قد علم المسلمون أن لا دعوة لهم في الأجل، وذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد بن مالك يوم أحد:((ارم فداك أبي وأمي)) . فمعناه: ولو كنت أقدر أن أجعل أبي وأمي فداءً لك لفعلت، فيكون بذلك قد بلغ من قلبه نهاية ما يبلغ مثله منه، ويكون من قال ذلك قد علم منه أنه من قلبه في نهاية ما يكون مثله من قلب مثله.
[باب مكاتبة النساء، وما أشبه ذلك]
٦٦١- قال الحسن: كانت عائشة رضي الله عنها إذا كتبت كتبت: بسم الله الرحمن الرحيم، ومن المبرأة عائشة بنت أبي بكر حبيبة حبيب الله.