المعصية ليركبها, ويمنيه التوبة ليسوفها, حتى تهجم عليه منيته أغفل ما كان عنها, فيالها حسرةً على ذي غفلةٍ أن يكون عمره عليه حجةً, أو تؤديه أيامه إلى شقوةٍ, نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن لا تبطره نعمةٌ, ولا تقصر به عن طاعته غفلةٌ, ولا يحل به بعد الموت حسرةٌ, إنه سميع الدعاء, بيده الخير وهو فعالٌ لما يريد.
[باب ذكر من أرتج عليه في الخطابة]
١١٧٣- صعد رجلٌ المنبر ليخطب, فأرتج عليه, فنظر إلى أخي امرأته فقال: ما لك يا بغيض! أختك طالقٌ البتة.
١١٧٤- وخطب يزيد بن أبي سفيان لما أتى الشام والياً لأبي بكرٍ, فأرتج عليه, فعاد إلى الحمد ثلاثاً, فأرتج عليه, فقال: يا أهل الشام! عسى الله أن يجعل بعد عسرٍ يسراً, وبعد عيٍ بياناً, وأنتم إلى أميرٍ عادلٍ أحوج منك إلى أميرٍ قائلٍ. فبلغ ذلك عمرو بن العاص, فاستحسنه.
١١٧٥- وأرتج على عبد ربه اليشكري, عاملٍ لعيسى بن موسى على المدائن, فسكت, وقال: والله إني لأكون في بيتي فتجيء على لساني ألف كلمةٍ, فإذا قمت على أعوادكم هذه تنحت كلها من قلبي.