للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لهم وعراهم من هذه الدنيا الدنية الزائلة المنقطعة الفانية، فتعلم أن أهل هذه الصناعة الكاملة الفاضلة الشاملة لكل ما وصفت، وما لم أصف، قصوراً عنه، وخيرةً فيه، أولى وأحق وأحرى بأن يقنعوا من أنفسهم، ولا يرضوا لشرف صناعتهم بالتخاذل والتقاطع والتدابر والتنافر، وأن يكونوا يداً واحدةً في ما نفع وضر، وساء وسر، في كل حالٍ؛ ولما رأيتك قد نأيت بجانبك، وملت عني بشقك، كان الأعز علي والأولى بي ردك إلي واستجرارك نحوي، ولا يخرج مثلك عن يدي إلا بعد أن أعذر وأبلي في قضاء حق نفسي، واستصلاح ما فسد علي بغاية جهدي ووسعي، فجعلت هذه الرقعة سفيري إليك، وأودعتها من حسن عتابك، ولطف استمالتك، ما لعله سيثني من عنانك، ويرد من غرب جماحك، وأنا متوقعٌ الجواب بما يكون منك، والله بالخيار لي ولك فيك.

فرأيك أعزك الله بما أعمل عليه، فإنما سمحت بك على ضنٍ، وادخرتك على علمٍ موفقاً إن شاء الله.

[ذكر نبل الكتاب وعلمائهم ورؤسائهم]

١١٨٥- روى عبد الله بن الزبير, أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم, وكان يجيب عنه الملوك, فبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك, فيكتب, ويأمره أن يطينه ويختم, وما يقرؤه لأمانته عنده؛ واستكتب أيضاً زيد بن ثابتٍ, وكان يكتب

<<  <   >  >>