فالكتابة التي تضم كل شيءٍ ولا يضمها شيءٌ. وأنا يا أخي، جعلني الله فداك، عاتبٌ منكرٌ لإعراضك وصدودك وازورارك وتجانفك عن سروري بك إذا رأيتك، وإقبالي عليك إذا لقيتك، وانبساطي وانقباضك إذا خاطبتك، وكيف يا أخي، أسعدك الله، ولم، وعلام، وفيم، وبم، تفعل ذلك، وقد ضمنا التوحيد واليقين والدين، وجرينا في ميدان هذه الصناعة الرئيسة العالية النفيسة الشامخة على كل صناعةٍ، نرضع درتها، ونجتني ثمرتها، ونتفيأ في ظلال أغصانها، ونمرع في رغد عيشها ونضرة رياضها، وهي لنا كالأم اللطيفة بنا، الشفيقة علينا، ونحن لها كالأولاد البررة بها في ما يجب من إجلالها وإعظامها وقضاء حقها بالسمع والطاعة لها، ولم نر من حق تربيتها وتغذيتها إيانا أن نمتطي العقوق فنجعله ظهراً لنا، وهي له منكرةٌ، وأن نتساقى كأس الفرقة وهي عنا ناهيةٌ، ثم هذه الناحية التي تكنفنا وتضمنا، وتؤلف فيما بيننا، هذا الكريم المحامد أبو فلان، أطال الله بقاءه، ووقاه وصانه، وتولاه، وحرسه وكفاه، وصرف غير الليالي عنه، وأبعدها منه ومن محله وداره وقراره، ولا سلبنا إياه، ولا حزننا بفقده، وأمتعنا بسبوغ النعمة عليه، وتكاملها لديه في نفسه وولده وأعزته، وقد وجب أعزك الله وتولاك وحاطك وأعانك أن نقفو في ذلك أثره، ونسلك مسلكه ورسمه، وأن نكون أعواناً لصالح نيته وطويل إرادته في ما ألف بيننا، وجمع من شملنا، وأراد من اتفاق أهوائنا، ثم ما يجب أن يكون قد تأملته، ونظرت بعين فكرك وقلبك إليه من اتفاق أهل الصناعات في السراء والضراء والشدة والرخاء، وما هم عليه من التكاثر والتناصر في ما عرض