علم منه القليل من الكثير, فكان أول من كتب بالسريانية يهوذا بن يعقوب, وكان أول من كتب بالعبرانية ثلاثة نفرٍ من طيئٍ, يقال لهم: مرامر بن مرة, وأسلم بن سدرة, وعامر بن جدرة؛ وكان لوطٌ عليه السلام يكتب لإبراهيم عليه السلام الصحف المنزلة عليه, وكان يوسف عليه السلام يكتب للعزيز صاحب الرؤيا, وقال:{قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظٌ عليمٌ} أي: حفيظٌ بالكتاب عليمٌ بالحساب, وكان سليمان بن داود عليهما السلام كاتب أبيه, يكتب عنه المزامير وغيرها, وكان آصف بن عيصا كاتب سليمان بن داود, وهو الذي كان عنده علمٌ من الكتاب, فأتى سليمان بعرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه, وكان ذو القرنين كاتب بطلميوس, وكان هارون ويوشع بن نونٍ يكتبان بين يدي موسى عليه السلام الألواح والتوراة, وكان يحيى بن زكرياء كاتب عيسى عليه السلام كتب له الحكمة والإنجيل, وكان علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وإذا أنعمنا النظر، وألطفنا القياس والفكر، وجدنا الفلكين الدائرين الجامعين الضابطين لأمور الدنيا والآخرة= الفلك الأعلى الدوار المحيط بالأرض والسماء والهواء والماء، وكل ما خلق عز وجل بين ذلك وفوقه وتحته، من الجنة والنار.