على الآخرة البقاء، فلا بقاء لما كتب عليه الفناء، ولا فناء لما كتب عليه البقاء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة، واقصروا طول الأمل بقصر الأجل.
٨٧١- وقيل لأعرابيٍ اعتل: ما تشتهي شيئاً؟ قال: أشتهي وأحتمي، إن أهل النار غلبت شهوتهم حميتهم فافتضحوا.
٨٧٢- وقال أبو حازمٍ: كل ما تكره الموت من أجله فاتركه، ولا يضرك متى مت، وما أحببت أن يكون معك غداً فقدمه اليوم، وما كرهت أن يكون معك غداً فاتركه اليوم.
٨٧٣- وكان بعض الحكماء يقول: اصبروا عباد الله على عملٍ لا غنى بكم عن ثوابه، واصبروا عن عملٍ لا صبر لكم على عقابه.
٨٧٤- وقال سفيان: ينبغي لمن وعظ ألا يعنف ولمن وعظ ألا يأنف.
٨٧٥- وكان مطرفٌ يقول: خوف النار يكاد أن يحول بيني وبين أن أسأل الله الجنة.
٨٧٦- وكتب عدي بن أرطاة إلى عمر بن عبد العزيز: إن أناساً قبلي لا يؤدون ما عليهم إلا أن أمسهم بشيءٍ من العذاب؛ فكتب إليه عمر: العجب كل العجب في استئذانك إياي في عذاب عباد الله, كأني لك جنةٌ من عذابه, أو كأن رضاي ينجيك من سخطه؛ إذا وصل إليك كتابي فمن أعطاك عفواً, وإلا فاستحلفهم بالله, فوالله لأن يلقوا الله بخيانتهم أحب إلي من أن ألقاه بعذابهم.