كمن أمر بأمرٍ فضيعه؛ أنق غسل المحاجم، واشدد قصب الملازم، وأرهف ظبات المشارط، وأسرع الوضع، وعجل النزع، وليكن شرطك وخزاً، ومصك نهزاً، ولا تكرهن أبياً، ولا تردن أتياً؛ فوضع الحجام محاجمه في جونته وانصرف.
١٠٨٥- وهذا مستثقلٌ من كل مستعملٍ، فأما من لا يتعمل من الفصحاء المتقدمين، فإن ذلك مستحسنٌ منهم، كيحيى بن يعمر، وهو من جلة التابعين، يروى أنه اختصم إليه رجلٌ وامرأةٌ، فأقبل على الرجل، فقال: أإن سألتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها، الشكر: الفرج، وشاةٌ شكراء: محفلةٌ؛ والشبر: النكاح؛ وتطلها: تدفعها عن حقها لتبطله, ومنه: دمٌ مطلول, وقد طل دمه؛ وتضهلها: لا توفيها حقها, ولكن تدفع إليها اليسير, وبئرٌ ضهولٌ: إذا كان الماء يأتي من جرفها فقط.
١٠٨٦- ومن المطبوعين في مثل هذا عيسى بن عمر النحوي, سئل عن مسألةٍ من النحو, فقال: مسألتك هذه يتنٌ, أي: ليست مستويةً, وأصل اليتن خروج رجل الصبي قبل رأسه.
١٠٨٧- وقال: لقد كتبت حتى انقطع سوائي؛ والسواء: الوسط.
١٠٨٨- وضربه عمر بن هبيرة ضرباً كثيراً من أجل وديعةٍ, فكان يقول وهو يضرب: ما هي إلا أثيابٌ في أسيفاطٍ قبضها عشاروك.