أي: لا يستقرون على الذي يعرفونه ويطمئنون إليه، أي: هم متحيرون؛ ويعفو الأثر، أي: يدرس.
١١٦٥- ومن ذلك خطبة عمر رضي الله عنه لما ولي، فقال: ما كان الله عز وجل ليراني أرى نفسي أهلاً لمجلس أبي بكرٍ رضي الله عنه؛ فنزل مرقاةً عن مجلسه، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: اقرؤوا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، إنه لم يبلغ حق ذي حقٍ أن يطاع في معصية الله عز وجل، ألا وإني أنزلت نفسي من مال الله عز وجل بمنزلة والي اليتيم، إن استغنيت عففت، وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
١١٦٦- وفي رواية خالد بن نزارٍ, عن مالك بن أنسٍ، عن وهب بن كيسان، أنه سمع عبد الله بن الزبير يخطب يقول: إن لأهل التقوى علاماتٍ يعرفون بها، فمن رضي بالقضاء، وشكر عند النعماء، وصبر عند البلاء، وذل لأحكام القرآن، وإنما السلطان سوقٌ من الأسواق، فإن كان من أهل الحق حمل إليه أهل الحق حقهم، وإن كان من أهل الباطل حمل إليه أهل الباطل باطلهم.