١١٦٩- وحدثني محمد بن أيوب, قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني, قال: حدثنا عبد السلام بن مطهر بن حسام بن مصك, قال: حدثنا جعفر بن سليمان, عن مالك بن دينارٍ, قال: سمعت الحجاج بن يوسف وهو يخطب يوم الجمعة، يقول: رحم الله امرءاً اتهم نفسه على نفسه، امرءاً اتخذ نفسه عدواً، امرءاً وازن نفسه، امرءاً أخذ بعنان عمله، فعلم ماذا يراد به، امرءاً نظر إلى حسناته, امرءاً حاسب نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره, امرءاً نظر إلى ميزانه؛ فلم يزل يقول: امرءاً فعل كذا, امرءاً فعل كذا؛ حتى بكيت.
١١٧٠- وفي غير هذه الخطبة: يا أيها الناس! اقدعوا هذه النفوس, فإنها أسأل شيءٍ إذا أعطيت, وأعطى شيءٍ إذا سئلت, فرحم الله امرءا حاسب نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره, وجعل لنفسه خطاماً وزماماً, فقادها بخطامها إلى طاعة الله عز وجل, وعطفها بزمامها عن معصية الله, فإني رأيت الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عقابه.
١١٧١- وقال الشعبي: سمعت الحجاج يتكلم بكلامٍ ما سبقه إليه أحدٌ, سمعته يقول: إن الله عز وجل كتب على الدنيا الفناء, وعلى