للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يسرد الكاتب ألواناً موجزة مما سنعرض له بما يتناسب وهذه الرسالة الموجزة. أتحرَّى الحق، غير منحاز إلى فئة أو متأثر بهوى، أبحث ما جاء في كتابه وأشير أحياناً إلى ما ذكره بعض الطاعنين في أبي هريرة إذا ما اقتضى الأمر، لاشتراك المؤلف وبعض الطاعنين في فكرة ورأي .. ، وستكون هذه الدراسة على ضوء ما عرفناه من حياة أبي هريرة، وعلمه في الباب السابق، ولن أبادل الطاعنين استهزاءهم وازدراءهم لأبي هريرة، بازدراء مثله، ولن أَرُدَّ شتائمهم وسبابهم وافتراءاتهم بمثل ما فعلوا، لأنَّ المنهج العلمي يأبى هذا كله.

...

[١ - اسمه ونسبه:]

يقول الكاتب: «كان أبو هريرة غامض الحسب، مغمور النسب، فاختلف الناس في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيراً. لا يحاط ولا يضبط في الجاهلية والإسلام. وانما يُعرف بكُنيته. وينسب إلى دَوْسٍ» [صفحة ٢].

أراد أنْ يَغُضَّ من قدر أبي هريرة، ويغمز نسبه لأنه لم يكن معروفاً في الجاهلية، ولاختلاف الناس في اسمه، ومتى كان الاختلاف في اسم إنسان يشينه أو يسقط عدالته؟ ويكفي أنْ نعرفه بكنيته كما عرفنا أبا بكر وأبا عُبيدة وأبا دُجانة الأنصاري، وأبا الدرداء، الذين اشتهروا بكُناهم وعابت أسماؤهم عن كثير من الناس .. ولم نسمع في يوم من الأيام أنَّ الحسب والنسب يقدم صاحبه في المفاضلة العلمية أو يؤخِّرُهُ. ثم إنه اشتهر بكُنيته من صغره وعرفه الناس جميعاً بذلك، فما يضيره أنْ يعرف بكنيته ويختلف اسمه؟ والاختلاف في الاسم طبيعي وبدهي لا في أبي هريرة وحده بل في كل إنسان عرف بكنيته منذ نعومة أظفاره، ولم هذه الحملة وإيهام القارئ بأنَّ اسمه لا يحاط به ولا يضبط؟ ومَرَدُّ الخلاف فيه إلى ثلاثة أسماء (عُمير وعبد الله وعبد الرحمن) كما قال ابن حجر (١) وقد اختلف في


(١) " الإصابة ": ٧/ ٢٠١.

<<  <   >  >>