للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا بَنينا على أن الاستثناء منقطع - وهو قول فريق من المفسِّرين - فالمعنى: ما كتبناها عليهم أصلًا؛ ولكنهم ابتدعوها ابتغاءَ رضوان الله، فلم يعمَلوا بها بشرطها، وهو الإيمان برسول الله ؛ إذ بُعث إلى الناس كافةً" (١).

المثال الرابع: أثر الخلاف في المنع من العطف على الضمير المرفوع في المعنى:

ذهب البصريون إلى منع العطف على الضمير المرفوع المتصل من غير فصل، وإنما يأتي عندهم في الشعر حيث لا يقاس عليه، وذهب الكوفيون إلى جواز العطف بلا فصل (٢) مستدلِّين … بقوله تعالى: ﴿فَاسْتَوَى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (٧)[النجم: ٦، ٧]، ففي (استوى) ضميرٌ عندهم، و (هو) معطوف عليه، أي: استوى جبريلُ ومحمدٌ .

وهذا عند البصريين ليس فيه دليل … ؛ [إذ] الآية … تحتمل أن تكون الواو في ﴿وَهُوَ﴾ واوَ الحال لا واوَ العطف والضميران معًا لجبريل ، أي: استوى في صورته التي خُلِق عليها حال كونه بالأُفُق الأعلى" (٣).

المثال الخامس: أثر الخلاف في إفادة الواو للإباحة في المعنى:

"لأجل ما يعرِض للواو في الإباحة من معنى "أو" ذهب مالك (٤) في آية أصناف الزكاة ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا﴾ [التوبة: ٦٠] إلى


(١) الاعتصام ١٤٥، ١٤٦.
(٢) راجع: الإنصاف ٣٨٠ - ٣٨٢.
(٣) المقاصد الشافية ٥/ ١٥٣.
(٤) راجع: البيان والتحصيل ٢/ ٤٥٩؛ الذخيرة ٣/ ١٤٠.

<<  <   >  >>