للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ذكر مما تعرف من معانيها اتساعَ لسانها، وأن تُخاطِب بالعامِّ مرادًا به ظاهرَه، وبالعامِّ يُراد به العامُّ ويدخُله الخصوص، ويُستدل على ذلك ببعض ما يدخل في الكلام.

وبالعامِّ يُراد به الخاصُّ، ويُعرَف بالسياق.

وبالكلام يُنبئ أوَّلُه عن آخره، وآخِرُه عن أَوَّلِه.

وأن تتكلَّم بالشيء تعرفه بالمعنى دون اللفظ كما يُعرَّف (١) بالإشارة.

وتُسمِّي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة، والمعاني الكثيرة بالاسم الواحد.

["وإنما أتى الشافعيُّ بالنوع الأغمض من طرائق العرب؛ لأن سائر أنواع التصرُّفات العربية قد بسطها أهلُها، وهم أهل النحو والتصريف، وأهل المعاني والبيان، وأهل الاشتقاق وشرح مفردات اللغة، وأهل الأخبار المنقولة عن العرب المبيِّنة لمقتضيات الأحوال" (٢)].

ثم قال "فمَن جهل هذا من لسانها - وبلسانها نزل الكتاب وجاءت به السُّنة - فتكلَّف القول في عِلمها تكلُّفَ ما يجهَل بعضَه، ومَن تكلَّف ما جهل وما لم تُثبته معرفتُه؛ كانت موافقتُه للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرف غيرَ محمودة، وكان بخطئه غيرَ معذور، إذا (٣) نطق فيما لا يُحيط عِلمُه بالفرق بين الصواب والخطأ فيه" (٤).


(١) في النشرة المعتمدة: "تعرف"، والمثبت من نشرة (أيت) ٥/ ٦٤.
(٢) الاعتصام ٣/ ٢٥٦.
(٣) في: الرسالة: "إذا ما".
(٤) الرسالة ٥٠ - ٥٣.

<<  <   >  >>