للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتابه فقال: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: ١]. قالوا: وقد كان عمل ذلك في آيات من كتاب الله تعالى؛ فبدَّل قوله: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] بقوله: كُتَامة خير أُمَّة أخرجت للناس.

ومَن كان في عقله لا يقول مثل هذا؛ لأن المتسمَّيَن بنصر الله والفتح المذكورَين إنما وُجِدا بعد مئين من السنين من وفاة رسول الله ، فيصير المعنى: إذا مِتَّ يا محمد، ثم خُلِق هذان، ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ﴾ [النصر: ٢، ٣] الآية. فأيُّ تناقُض وراء هذا الإفك الذي افتراه الشيعي، قاتله الله؟!

ومن أرباب الكلام مَن ادَّعى جواز نكاح الرَّجُل منا تسعَ نسوة حرائر مستدِلًّا على ذلك بقوله تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ [النساء: ٣]، ولا يقول مِثلَ هذا مَن فهم وضع العرب في "مثنى"، و"ثُلاث" و"رُباع".

ومنهم مَن يرى شحم الخنزير وجِلدَه حلالًا؛ لأن الله قال: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ﴾ [المائدة: ٣]، فلم يُحرِّم شيئًا غيرَ لحمِه، ولفظُ اللحم يتناول الشحم وغيره بخلاف العكس.

ومنهم مَن فسَّر الكرسي في قوله: ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ [البقرة: ٢٥٥] بالعِلم، مستدِلِّين ببيت لا يُعرَف، وهو (١): [البسيط]

ولا بِكُرْسِئ (٢) عِلْمِ اللَّهِ مخلوقُ


(١) عجز بيت صدره: ما لي بأمرك كرسي أكاتمه. أورده الثعلبي في: الكشف والبيان ٢/ ٢٣٢؛ وأبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٢٩٨.
(٢) في النشرة المعتمدة: "يكرسئ"، والمثبت من نشرة (أيت)، ٤/ ٧٩٤.

<<  <   >  >>