وبهذين الشرطين يتبيَّن صحة ما تقدَّم أنه الباطن؛ لأنهما موفُران فيه، بخلاف ما فسَّر به الباطنية؛ فإنه ليس من عِلم الباطن، كما أنه ليس من عِلم الظاهر؛ فقد قالوا في قوله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: ١٦]: إنه الإمام ورِث النبيُّ عِلمَه، وقالوا في "الجنابة": إن معناها مبادرة المستجيب بإفشاء السر إليه قبل أن ينال رتبة الاستحقاق، ومعنى "الغُسل" تجديد العهد على مَن فعل ذلك، ومعنى "الطُّهور" هو التبرِّي والتنظف من اعتقاد كلِّ مذهب سوى متابعة الإمام، و"التيمُّم" الأخذ من المأذون إلى أن يُشاهد الداعي أو الإمام، و"الصيام" الإمساك عن كشف السرِّ … إلى سائر ما نُقِل من خِباطهم الذي هو عينُ الخَبَال، وضحكة السامع، نعوذ بالله من الخِذلان" (١).