للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد روى ابن حجر العسقلاني رواية تبين لنا حال زرارة هذا، وبُغض «الصادق» رضي الله تعالى عنه له ولمن هم على شاكلته فقال:

عن ابن السماك قال: حججت فلقيني زرارة بن أعين بالقادسية فقال: إنّ لي إليك حاجة وعظمها فقلت: ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد فاقرأه مني السلام وسَله أن يخبرني أنا من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فأنكرت عليه، فقال لي: إنه يعلم ذلك ولم يزل بي حتى أجبته، فلما لقيت جعفر بن محمد أخبرته بالذي كان منه فقال: هو من أهل النار فوقع في نفسي مما قال جعفر، فقلت: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: من ادعى عليَّ علم هذا فهو من أهل النار فلما رجعت لقيني زرارة فأخبرته بأنه قال لي: أنه من أهل النار فقال: كال لك من جراب النورة، فقلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية (١).

قلت: هذا حال من يتخذ إلهه هواه، ويتخذ الشيطان وليَّاً يُزين له الباطل ويعميه عن رؤية الحق على الرغم من جلائه ووضوحه.

وقد تواترت الطعون في زرارة بحيث لا يمكن إنكار صدورها عن أئمة الهدى من أهل البيت، وقد أقرَّ بذلك محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة حيث قال: «مع أنّ أخبار القدح كأخبار المدح مستفيضة إن لم تكن متواترة فلا محل للجواب بضعف السند بل الجواب الحمل على التقية» (٢).


(١) لسان الميزان (٢/ ٤٧٣)
(٢) أعيان الشيعة محسن الأمين (٧/ ٥١).

<<  <   >  >>