للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البخاري من طريق النُّعمان بن مقرن قال: "شهدت القتال مع رسول الله ، فكان إذا لم يقاتل أول النهار [انتظر] (١) حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة (٢).

وفي رواية أبي داود: "حتى تزول الشَّمس، وتهب الرياح، وينزل النصر" - كذا ذكره ميرك (٣).

والظاهر أن التقدير: وحتى صلى الظهر؛ كما أشار إليه بقوله: (ثم قام، فقال) وفي نسخة: "ثم قال" (يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية) إنما نُهِيَ عن تمني لقاء العدو لما فيه من صورة العجب، والاتكال على النفس، والوثوق بالقوة.

وأيضًا هو يخالف الحزم والاحتياط، وأوَّله بعضُهُم النهي في صورة خاصة، وهي: إذا شك في المصلحة في القتال، فيمكن أن يحصل ضرر، وإلا فالقتال كله فضيلة وطاعة. والصحيح هو الأول، كما صرح به التوربشتي.

(فإذا لقيتموهم) أي: أعداءكم، والعدو يطلق على المفرد والجمع،


(١) من "صحيح البخاري" فقط، وليست في جميع النسخ.
(٢) أخرجه البخاري (٣١٥٩).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٦٥٥)، والترمذي (١٦١٣) وإسناده صحيح وانظر نحوه في البخاري معلقا وموصولًا (٣١٦٠) وقال الحافظ في "بلوغ المرام" (٣٨٥): صححه الحاكم وأصله في البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>