للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخلو من شر يُتَّقَى، كما أنه لا يخلو من خير ذاتيّ فيطلب نفع خيره، ودفع شره من ربه، كما أشار إليه ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾.

(ومن شر فتن الليل والنهار) بكسر الفاء وفتح التاء جمع فتنة، بمعنى: بلية ومحنة تحتها حكمة، قال المصنف: "يعني ما يحصل فيهما من الفتن، والاستعاذة من شرها" (١) (ومن شر كلّ طارق) تخصيص بعد تعميم، والطارق: هو الآتي بالليل، وأصله من الطرق وهو الدق، سمي به لحاجته إلى دق الباب، وهو شامل للفاسق والسارق وغيرهما، ولذا قال: (إلَّا طارقًا يطرُق) بضم الراء أي: يجيء (بخير) وهو كالتأكيد لما قبله.

(يا رحمن) أي: كثير الرحمة، ارحمنا برحمتك التي وسعت كلّ شيء. (أ، طب، س، ط، مص، ص) أي رواه: أحمد والطبراني في "كتاب الدعاء" له عن ابن مسعود، والنسائي والطبراني في "الكبير" وابن أبي شيبة وأبو يعلى عن عبد الرَّحمن بن حبيش (٢)، وفي بعض النسخ المصححة: "رواه النسائي،


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٢/ ب).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٤١٩) وابن أبي شيبة (٢٤٠٦٨) وأبو يعلى (٦٨٤٤)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٦٣٧).
قال الهيثمي: رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني بنحوه قال: فلما رآهم وجل، وجاءهم جبريل . ورجال أحد إسنادي أحمد وأبي يعلى وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، وكذلك رجال الطبراني. (مجمع الزوائد ١٠/ ١٢٧).
وقال الحافظ في تعجيل المنفعة (١/ ٢٤٨): قال البخاري: في إسناده نظر.

<<  <  ج: ص:  >  >>