للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية قال: "فجعل عليّ ينادي بها على المنبر: صدق أبو بكر، صدق أبو بكر، صدق أبو بكر؛ وذلك أن الله يقول: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: ١١٠].

(وجاء رجل إلى النبي ؛ فقال: وَا ذُنُوبَاهْ!) بسكون الهاء بعد زيادة الألف في آخر المندوب، لمد الصوت المطلوب، في الندبة حال الوقف لبيان المدة دون الوصل، إلَّا لضرورة الشعر، واختص المندوب وهو المتفجع عليه ثبوتًا بِ "وَا" ممتازًا به عن المنادى، لعدم دخوله عليه، بخلاف "يا"؛ فإنه مشترك بينهما، فيقال: "يا حسرتاه"، و"يا مصيبتاه".

(وَا ذُنُوبَاهْ) التكرير للتأكيد أو للتكثير، ويؤيده قوله: (فقال: قل: اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي) أي: من عباداتي؛ (فقالها) أي: الكلمات، (ثم قال: عند) بضم فسكون أمر من العود، أي: قل مرّة أخرى، (فعاد) أي: فقالها ثانيًا، (ثم قال: عُدْ فعاد، فقال: قم فقد غفر الله لك. مس) أي: رواه الحاكم عن جابر بن عبد الله الأنصاري (١).


= (١١) وجوّد إسناده الحافظ في "تهذيب التهذيب" (١/ ٢٦٧ - ٢٦٨)، وقال عن أسماء بن الحكم الفزاري: صدوق، التقريب (٤١٢).
(١) أخرجه الحاكم (١/ ٥٤٣)، وقال: حديث رواته عن آخرهم مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح ولم يخرجاه، وقال الذهبي: سمعه إبراهيم بن المنذر وهو مدنيون ولم يجرحوا. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٣١١): =

<<  <  ج: ص:  >  >>