للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) قال التوربشتي: "بسط اليد: كناية عن سعة الجود (١)، وفي الحديث تنبيه على سعة رحمة اللَّه، وكثرة تجاوزه عن الذنوب".

وقال الطيبي: "هو تمثيل يدلُّ على أن التوبة مطلوبة عنده، محبوبة لديه، كأنه يتقاضى من المسيء".

(حتى تطلع الشمس من مغربها) أي: فإنه ينغلق حينئذ باب التوبة، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨].

والمراد بالبعض هو الطلوع، وسببه أن الأمر حينئذ يصير عيانًا، وفي معناه حال الغرغرة، فإنه حال اليالس، وقد ورد: "أن اللَّه تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". (م، مس) أي رواه: مسلم، والحاكم، عن أبي موسى تطلع الشمس من مغربها (٢).


= رواه الحاكم وقال رواته مدنيون لا يعرف واحد منهم بجرح والحديث في "ضعيف الترغيب" (١٠٥٧).
(١) سبق وأن تحدثنا أن أهل السنة والجماعة يثبتون الصفات كما جاءت بدون تأويل، والذي ذكره الشارح عن التوربشتي فيه تأويل.
(٢) أخرجه مسلم (٢٧٥٩)، والنسائي في الكبرى (١١١٨٠)، وفي التفسير (٢٠٠) ولم أجده في المستدرك ولم يعزه إليه الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (١٢٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>