(وجاء رجل) وفي "أصل الأصيل": "وجاءه رجل"؛ (فقال: يا رسول اللَّه، أحدنا يذنب) أي: يقع في ذنب، في حاله؟ (فقال: يُكْتَبُ عليه) بصيغة المجهول، أي: يكتبه صاحب الشمال من الكرام الكاتبين.
(قال: ثم يستغفر منه) أي: بلسانه، (ويتوب) أي: منه بجنانه، (قال: يغفر له، ويتاب عليه) أي: يقبل توبته إذا وجدت بجميع شرائطها، أو يعاد عليه بالرحمة. وفي نسخة بالمثلثة، أي: يجازى عليه.
(قال: فيعود) أي: فيرجع إلى المعصية، أو عن التوبة، فيذنب؟! قال: يكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب؟ قال: يغفر له، ويتاب عليه) أي: وهكذا إلى آخر العمر.
(ولا يمل الله حتى تملوا) قال المصنف: "بفتح حرف المضارعة وحرف الميم [منهما](١)، قيل معناه: "إن الله لا يمل أبدًا مللتم أولم تملوا، فجرى مجرى قولهم: يشيب الغراب، ويبيض الفأر.
وقيل: لا يظهر حكم حتى تتركوا العمل، وتزهدوا في الرغبة إليه، فسمى الفعلين ملَلًا، وكلاهما ليس بملل، كعادة العرب في وضع الفعل موضع الفعل إذا وفق معناه، وقيل معناه: إن اللَّه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا سؤاله، فسمى فعل الله تعالى: مللًا على سبيل الازدواج، كقوله تعالى: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى: ٤٠]، وهو باب واسع
(١) كذا في (ب) و (د)، وفي (أ) و (ج): "فيهما"، وليست في "مفتاح الحصمن الحصين".