للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولفعله عمر حين استسقى، ولأنكروا عليه إذا لم يفعل؛ لأنَّها كانت بحضرة [جميع] (١) الصحابة، لتوافر الكل في الخروج معه للاستسقاء، فلما لم يفعل، ولم ينكروا، ولم يشتهر روايتها في الصدر الأول؛ بل هو عن ابن عباس وعبد الله بن زيد على اضطراب في كيفيتها عن ابن عباس وأنس كان ذلك شذوذًا فيما حضره الخاص والعام، والكبير والصغير.

وفي "سنن أبي داود" عن عائشة، قالت: "شكى الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر فَوُضِعَ له في المصلى، ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت: فخرج حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر وحمد الله ﷿، ثم قال: إنكم شكوتم جدب دياركم، واستئخار المطر [من] (٢) زمانه عنكم، وقد أمركم الله تعالى ﷿ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم، ثم قال: الحمد لله رب العالمين … " إلى أن قال: "ثم أقبل على الناس ونزل عن المنبر، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكِنِّ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذُه؛ فَقَالَ: أشهد أن الله عَلَى كلّ شَيْء قدير، وَأَنِّي عبده وَرَسُوله"، انتهى. قال أبو داود: "حديث غريب، وإسناده جيد" (٣).


(١) كذا في (أ) و (ج)، وفي (ب): "جمع من".
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "عن"، وفي "سنن أبي داود": "عن إبان".
(٣) أخرجه أبو داود (١١٧٣) والحاكم في المستدرك (١/ ٤٧٦) وقال الحاكم على شرط الشيخين وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (١/ ٢١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>