ويؤيده قوله:(أنت المسْتَغْفَرُ) بفتح الفاء، أي: الذي طلب منه الغفران، (الغفار) أي: الذي يغفر الذنوب الكثيرة من الصغيرة والكبيرة، (ونستغفرك للحامَّات) بتشديد الميم، أي: المهمات، (من ذنوبنا) يقال: أحمَّتْه الحامَّة إذا أهمته، كذا في "السلاح"، أو الخاصات؛ ففي "النهاية": "حامة الإنسان: خاصته ومن يقرب منه، وهو الحميم أيضًا"(١).
وقال المصنف:"بالحاء المهملة وتشديد الميم، جمع حامة وهي الخاصة، يقال: كيف الحامة والعامة، أي: الخاصات من ذنوبنا، ولذا عطف عليه، وقال:(ونتوب إليك من عوام خطايانا) " انتهى، وما في "السلاح" أظهر في المعنى.
ويمكن حمل كلام غيره على ما ذكر في المؤدى، فالخلاف في المبنى؛ ففي "القاموس": "أحم الأمر فلانًا: أهمه، كـ "حَمَّهِ"، والحميم كأمير: القريب، كالمحم كمهم. والحامة خاصة الرجل من أهله وولده".
(اللهم فأرسل) يعني: إذا كنت أنت موصوفًا بالنعوت المذكورة، فأرسل (السماء) أي: "علينا" كما في نسخة، وهي المطابقة لقوله تعالى: ﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾ [نوح: ١١](مدرارًا) أي: كثير الدرور والسيلان، وفسر السماء بالغيث، قال البيضاوي:"ويحتمل الظلمة والسحاب".
(وواصل بالغيث) أمر من المواصلة؛ للمبالغة في الوصل والإيصال، وفي نسخة صحيحة:"وأوصل" من باب الإفعال، (واكفِ) بهمز وصل