للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا جرى" (١)، وانتهى. وفي "القاموس": "السيب مصدر ساب: جرى" فأشار المصنف إلى أنه مصدر بمعنى الفاعل، وأنه صفة لموصوف محذوف، أي: مطرًا جاريًا، والأظهر أن التقدير: اللهم اجعل هذا السحاب ذا مطر كثير، بحيث يكون جاريًا.

ويلائمه حينئذ قوله: (فإن كشفه الله) أي: أزال ذلك السحاب ورفعه، (ولم يمطر) أي: ذلك السحاب، (حمد الله على ذلك) أي: من حيث إن الخير فيما اختاره الله، ولعل الشركان في ذلك السحاب، فيجب الحمد على دفع الشر.

وكأنه تذكر قوله تعالى في قوم عاد: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا﴾ [الأحقاف: ٢٤] أي: سحابًا، ﴿مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ﴾ [الأحقاف: ٢٤] أي: من العذاب، الآية. (د، س، ق) أي رواه: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه؛ كلهم عن عائشة (٢).

(وإذا رأى المطر: اللهم صيبًا) قال المصنف: "بفتح الصاد وتشديد الياء المكسورة، أي: منهمرًا متدفقًا" (٣)، انتهى. وأصله واو؛ لأنه من صاب يصوب إذا نزل فأصاب الأرض، وبناؤه "صيوب"، فأبدلت الواو


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٣/ ب).
(٢) أخرجه أبو داود (٥٠٩٩) وأخرجه النسائي في " الكبرى" (١٨٣٠) و (١٠٧٥٠) وابن ماجه (٣٨٨٩) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٧٥٧).
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٣/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>