(أو لمتعلم يتعرف صحيح الكتب) أي: يطلب معرفة صحيح الكتب، وهي التي التزم صاحبها [أنه لا](١) يأتي فيها إلا بحديث صحيح عنده، (والمسانيدَ) بالنصب عطفًا على "صحيح"، وهو الصحيح، وفي نسخة بالجر عطفًا على "الكتب"، وفيه أن المسانيد ما التزم صحتها، وبمجرد إطلاق رموزها لا يستفاد صحتها، وفي نسخة:"يتعرف الصحيح من الكتب والمسانيد"، وفيه ما سبق من أنه لا يفيد التحقيق.
ثم اعلم أن المسانيدَ هي الكتب التي مرتبة على أسانيدِ الصحابة من غير ترتيب الأبواب، خلاف ما اختاره المحققون من رعايتها في الكتاب كالبخاري، وسائر أصحاب السنن، ومن تبعهم كالبغوي، وصاحب "المشكاة".
(وإلا) أي: وإن لم يكن عالمًا محققًا، أو متعلمًا متحققًا، وهو دليلُ الحصر، والمعنى: أني ما جعلت الرموز إلا لعالمٍ أو متعلمٍ؛ حتى يسهل الرجوع لهما إلى مآخذها حين الإرادة، وإلا (ففي الحقيقة) أي: في تحقيق أمر الحديث والعمل به (لا احتياج إليها) أي: إلى رموز الكتاب ومعرفتها (لعموم الناس) لجواز تقليدهم أحدًا من العلماء، قال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣]، وقال بعض
(١) كذا في (ب) و (ج) و (د)، وفي (أ) و (هـ): "أن لا".