للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو المراد بالحوب: الذنب المتعمد، وبالخطأ ضده، ولعل نكتة الجمع تحقق كثرة أفراده.

(أنت رب الطيبين) أي: أنت رب الذين اجتنبوا عن الأفعال الردية والأقوال الدنية كالشرك والفسق، وهذا إضافة تشريف كـ"رب هذا البيت" و"رب محمد "، أو المعنى: أنت محب الطيبين على ما ذكره المظهر، والأول أظهر فتدبر.

ولا يبعد أن يقال: "الطيبين" هنا بمعنى: المتعافين على أنه من باب الاكتفاء، يعني: أنت رب كل منهما، ويستوي عندك وجودهما وعدمهما، فاجعل هذا المريض من الطيبين، كما أشار إليه بقوله: (فأنزل شفاء) أي: نوع شفاء، (من شفائك) أي: من أنواع شفائك المقيدة بسبب أو المطلقة عنه، (ورحمة) أي: نوع رحمة يترتب عليها صنف نعمة، (من رحمتك) أي: من أجناس رحمتك الكاملة التي لا يعتريها النقصان في كل مكان وزمان، (على هذا الوجع) بفتح الجيم، أي: المرض، وفي نسخة بكسرها، أي: المريض، وقال المصنف في شرحه "للمصابيح": "بفتح الجيم، وضبطه بعضهم بالكسر".

(فيبرأ) بفتح الراء من البرء، أي: فيتعافى، ويصح ضم رائه؛ ففي "القاموس" (١): "برأ المريض يبرأ ويبرؤ"، لكن في "النهاية" (٢): "يقال: برأت


(١) القاموس (١/ ٣٤).
(٢) النهاية (١/ ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>