للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرئ ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (٢٢)[الرحمن: ٢٢] في السبعة.

والأكثر على بناء الفاعل في الآية، وعلى البناء المفعول في الحديث؛ لما فيه من النكتة البديعة، لا يفهمها إلا أصحاب الإدراكات السريعة.

وقال العسقلاني (١): "بفتح أوله وضم الراء، ويروى بالعكس، ويؤيده قوله في الرواية الأخرى: "أخرجوا"".

(من قالها) أي: الكلمة الطيبة، (وفي قلبه وزن شعيرة من خير أو من إيمان) الظاهر أنه شك من الراوي، أو اختلاف في الرواية، فـ "أو" للتنويع بأن يكون في رواية: "من خير"، وفي أخرى: "من إيمان"، وهو الأصح لما سيأتي، [فمرادهما] (٢) واحد، ومعناهما متحد.

والمراد: أن يكون في قلبه شيء قليل من التصديق، وهو الإيمان الإجمالي، وهو على مراتب أيضًا؛ ولهذا قال: (ويخرج من النار من قالها وفي قلبه وزن بُرَّة) بضم موحدة وتشديد راء، أي: حنطة، (من خير أو من إيمان) أو المعنى: من إرادة عمل خير، أو من قصد إكمال إيمان بفعل إحسان

(ويخرج من النار من قالها وقي قلبه وزن ذرّة من خير أو من إيمان) وهي بفتحٍ فتشديد، وفي نسخة بضم فتخفيف، والأُولى هي الأَوْلى، وهي أقل الأشياء الموزونة. وقيل: "هي الهباء الذي يظهر في شعاع الشمس". ويروى عن ابن عباس أنه قال: "إذا وضعت كفك في التراب ثم نفضتها، فالساقط


(١) فتح الباري (١/ ١٠٤).
(٢) كذا في (أ) و (ب) و (د)، وفي (ج): "فمؤداهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>