للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الذر". ويقال: "أربع ذرات وزن خردلة"، كذا ذكره العسقلاني (١).

والأظهر أن يقال: "الخردلة: قدر أربع ذرات"؛ ليوافق الحديث؛ ولقوله تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧]، و ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: ٤٠].

هذا، وقد قال المصنف: "بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء، قيل: ليس لها وزن، يراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في الكوة النافذة، وهذا على سبيل المبالغة، وقيل: الذر واحده الذرة، وهو النمل الأحمر الصغير". وقد سئل ثعلبٌ عنها فقال: "إن مئة نملة وزن حبة، والذرة واحدة منها". ويُذكر عن الإمام الكبير شعبة بن الحجاج صَحَّفَهَا بِـ "ذُرَةٍ" وهي من الحَبِّ المعروف، بضم الذال وتخفيف الراء" (٢)، انتهى.

ولا يخفى أنه لا يظهر وجه تصحيفها، ولا مانع أن يكون من باب اختلاف ألفاظ الرواة مع أن الذرة في الجثة أصغر من الحنطة؛ فلا يخالف المناسبة في الترقي إلى القلة. (خ، م، ت) أي رواه: البخاري، ومسلم، والترمذي، عن أنس (٣).

وظاهر إيراد الشيخ -قدس سره- يقتضي أن الحديث مذكور في البخاري بهذه العبارة، وإنه ليس كذلك؛ فإنه أخرج الحديث من طريق


(١) فتح الباري (١/ ١٠٤).
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٥/ ب).
(٣) أخرجه البخاري (٤٤)، ومسلم (٣٢٥) والترمذي (٢٥٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>