للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده) على ما في الأصول المعتمدة، أي: منفردًا [لا يشاركه في وحدانيته أحد] (١)، (وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله) أي: [الخالص] (٢) المشرَّف بوصف الرسالة والعبودية، وفيه تعريض بالنصارى، وإيذان بأن إيمانهم مع القول بالتثليث أو الابنيّة (٣) له سبحانه شرك محض لا يخلصهم من النار.

(وابن أمته) أي: جاريته الصالحة المستفادة من الإضافة التشريفية، ففيه ردٌّ على اليهود في بهتانهم، وعلى النصارى في إثبات الصاحبة له تعالى، وتقرير لعبوديته.

(وكلمته) سمي بالكلمة لغاية فصاحته، أو فَرط استغراب الكلام منه حال طفوليته، كما سُمي العادل عدلًا للمبالغة، والإضافة والتعظيم، أو لأنه حجة الله على عباده، أبدعه من غير أبٍ، وأنطقه فتكلم من غير أوانه، وأحيا الموتى على يده.

وقيل: "لما انتفع بكلامه سمي بها، كما يقال: فلان سيف الله، وأسد الله". وقيل: "إشارة إلى ما خصه الله تعالى بقوله في صغره: ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ … ﴾ [مريم: ٣٠] إلى آخره، أو لأنه خلق بكلمة "كن"، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ﴾


(١) من (أ) فقط.
(٢) كذا في (أ)، وفي (ب) و (ج) و (د): "الخاص".
(٣) مصدر من البنوة، أي: وصفه سبحانه بأن له ابنًا، تعالى الله عما يصفون.

<<  <  ج: ص:  >  >>