جزم ابن القطان بأن سلمى مولاة صفية هي والدة أبي رافع لا زوجته، وأن سلمى زوجة أبي رافع مولاة النبي ﷺ. وأورد لابن السكن من طريق جارية بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع عن جدته سلمى -وكانت خادمًا للنبي ﷺ قالت: قال رسول الله ﷺ: "بيت لا تمر فيه كأن ليس فيه طعام". وأما زوجته فذكر ابن أبي خيثمة أنها شهدت خيبر، وولدت لأبي رافع ابنه عبد الله وغيره. وتعقب ابن المواق كلام ابن القطان، ومداره على ثبوت رواية جارية بن محمد، والله تعالى أعلم. والذي يظهر لي أن الشبهة دخلت على ابن القطان من ظنه أن عبيد الله بن أبي رافع الذي روى عنه جارية بن محمد هو الكبير، وليس كذلك، بل هو الصغير، وهو عبيد الله بن علي بن أبي رافع، نسب إلى جده، فعلى هذا فجدته سلمى هي أم رافع زوج أبي رافع، وأما ابن أبي رافع فلا يعرف اسمه، ولا … (بياض) ولا صحبته. وهذا من المواضع الدقيقة والعلل الخفية التي أدخرها الله تعالى للمتأخر، لا إله إلا هو، ما أكثر مواهبه، ولا نحصي ثناء عليه، لا إله إلا هو. اهـ.