للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتذكير، أي: يملأ ثواب الجملتين أو اللفظتين، وفي نسخة: "يملأ" بصيغة الإفراد، فالمعنى: يملأ كلٌّ منهما، (مما بين السماء والأرض) أي: لو قدر أجره جسمًا، وسببه أنهما اشتملا على التنزيه الجزيل والثناء الجميل، وقال النووي: "سببهما ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض".

(والحمد لله تملأ) بالتأنيث، والتذكير: "يملأ" (الميزان) أي: بانفراده، ففيه إشعار بكونه أفضلَ من "سبحان الله"؛ لأن القضية الموجبة أولى في النسبة من القضية السالبة، نظرًا إلى أن الوجود خير من العدم، ولما يستلزم من إثبات الكمال نفي النقصان والزوال، ولذا يقدم الدليل المثبت على النافي.

هذا، وقد قال النووي في "شرح مسلم": "ضبطنا في "تملآن" و"تملأ" بالتاء المثناة الفوقانية، وهو صحيح، فالأول ضمير مؤنثتين غائبتين، والثاني ضمير هذه الجملة. وقيل: "يجوز التذكير في يملآن"" (١).

(م، ت) أي رواه: مسلم، والترمذي، عن أبي مالك الأشعري (٢).

(أحب الكلام إلى الله أربع) أي: أربع كلمات، (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن) أي: بأي الكلمات، (بدأت) أي: وبأيهن أخرت أو وسطت، لكن الترتيب المذكور أفضل


(١) شرح مسلم (١٠/ ١٠١).
(٢) أخرجه مسلم (٢٢٣)، والترمذي (٣٥١٧) والنسائي في اليوم والليلة (١٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>