للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدرية، أي: لقولي إياها، (أحبُّ إليَّ) أي: عندي، (مما طلعت عليه الشمس) أي: من الدنيا وما فيها من الأموال وغيرها.

وقال العارف الجامي قدس الله سره السامي: "أي: مما طلعت عليه شمس الوجود، وإلا فالدنيا أحقر من أن [تقابل] (١) بذكر الله الودود".

وقال [ابن العربي] (٢): "أطلق المفاضلة بين قول هذه الكلمات وبين ما طلعت عليه الشمس. ومن شرط المفاضلة استواء الشيئين في أصل المعنى، ثم يزيد أحدهما على الآخر" (٣).

فأجاب ابن بطال: "بأن معناه أنها أحب إليه من كل شيء؛ لأنه لا شيء إلا الدنيا والآخرة، فأخرج الخبر من ذكر الشيء بذكر الدنيا؛ إذ لا شيء سواها إلا الآخرة" (٤).

وأجاب ابن العربي (٥) بما حاصله: "أن "أفعل" قد يراد به أصل الفعل لا المفاضلة، كقوله تعالى: ﴿أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ


(١) هذا هو الصواب، وفي جميع النسخ: "يقابل".
(٢) كذا في (ب) و (ج) و (د)، وفي (أ): "الشيخ الأكبر سيدي محي الدين بن عربي قدس سره".
(٣) فتح الباري (٨/ ٥٨٣).
(٤) شرح البخاري (١٠/ ٢٥٠).
(٥) بعدها في (أ) زيادة: "خلاف ابن العربي؛ فإن الشيخ الأكبر هو ابن عربي وهذا ابن العربي بزيادة ألف ولام".

<<  <  ج: ص:  >  >>