للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَقِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٤]، ولا مفاضلة بين الجنة والنار، أو الخطاب واقع على ما استقر في نفوس أكثر الناس، فإنهم يعتقدون أن الدنيا لا شيء مثلها، وأنها المقصود، فأخبر بأنها عنده خير مما [تظنون] (١) أنه لا شيء أفضل منه.

وقال بعض المحققين: "يحتمل أن يكون المراد أن هذه الكلمات أحبّ إليَّ من أن يكون لي الدنيا وأتصدق بها".

والحاصل: أن الثواب المترتب على قول هذا الكلام أكثر من ثواب تصدق جميع الدنيا، أو أن يكون المراد: أحب إلي من جميع الدنيا واقتنائها والتقائها، وكانت العرب يفتخرون بجميع الأموال، والله أعلم بالأحوال.

(م، ت، س، مص، عو) أي رواه: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن أبي شيبة، وأبو عوانة، عن أبي هريرة (٢).

(إن الجنة طيبة التربة) أي: قابلة لظهور [النباتات] (٣) الطيبات منها، كما قال تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: ٥٨]، (عذبة الماء) فيه إيماء إلى أن الماء الحلو هو السبب في الإنبات، (وأنها) أي: باعتبار بعض مواضعها المتعلقة بتعليق أعمال العباد في إتيان أسباب إنباتها.


(١) كذا في (أ) و (ب) و (د)، وفي (ج): "يظنون".
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٠٢٥)، ومسلم (٢٦٩٥)، والترمذي (٣٥٩٧)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٣٥) وأبي عوانة كما في "إتحاف المهرة" (١٨٢٢٣).
(٣) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "النبات".

<<  <  ج: ص:  >  >>