والخصلة هنا ليست بمعنى السجية الخلقية، بل المراد بها ما يقع إليه حاجة الإنسان، فقد قال التوربشتي:"الخصلة: هي الخلة، وهي الاختلال العارض للنفس، إما لشهوتها لشيء، أو لحاجتها إليه". فالخصلة كما تقال للمعاني التي تظهر من نفس الإنسان، تقال أيضًا: لما تقع حاجته إليه.
(إذا أنت فعلت)، وقدم التأكيد للتأييد، (ذلك) أي: ما ذكر من عشر خصال على الوجه الآتي، وهو أن يقول الكلمات الأربع: عشْرًا عشْرًا فيما سوى القيام، (غفر الله لك) على ما في "أصل جلال"، وليس في "أصل الأصيل"، (ذنبك) أي: ذنوبك، بقرينة قوله على وجه الإبدال، أو على طريق التفسير بـ "أعني".
(أوله وآخره) أي: مبتدأه ومنتهاه، وذلك [إن فسر الذنب بما](١) لا يواقعه الإنسان دفعة واحدة، وإنما يتأتى منه شيئًا فشيئًا. ويحتمل أن يكون معناه ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ذكره التوربشتي.
(قديمه وحديثه) أي: "جديده" كما في بعض النسخ، وهو "أصل الأصيل"، (خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته) والمقصود: استغراقه وإحاطته، فهذه الخصال العشر.
وقد زاده إيضاحًا بقوله:(عشر خصال) بعد حصر هذه الأقسام،
(١) كذا في (ب) و (د)، وفي (أ): "أن الذنب ما"، وفي (ج): "أن من الذنب ما".