للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن علي وابن عمر (١) أيضًا.

(فتحت له أبواب الجنة) بدل مما سبق من الجزاء بدلالة عدم العطف، وفيه إيماء لطيف إلا أن الدعاء لا يخلو من الفائدة، فإنه إما أن يكون سببًا لفتح أبواب الإجابة، فيعجل مسألته له، أو أبواب الجنة، فيدخر طَلِبَته له، ولا شك أن الثاني أولى، فإن الآخرة خير وأبقى، ولذا ورد أن أهل تأخير بعض إجابة دعائهم لما رأوا ما ادخر لهم من عطائهم قالوا: [يا] (٢) ليتنا لم تقبل دعوة منا في الدنيا، ليكون ذخيرة كاملة لنا في العقبى. (مس) أي: رواه الحاكم في "مستدركه" عن ابن عمر، وقال: "صحيح الإسناد".

(فتحت له أبواب الرحمة) وهي شاملة لفتح أبواب الإجابة وأبواب الجنة، والجملة بدل أيضًا مما قبله مع زيادة قوله: (ومما سئل الله شيئًا أحبَّ إليه) وفي نسخة: "له" (من أن يسأل العافية) بصيغة المفعول في الفعلين، فقيل: "شيئًا" مفعول مطلق، أي: شيئًا من السؤال، و"أحب" صفته، "وأنْ" في قوله: "أنْ يسأل العافية" مصدرية، فالمعنى: ما سئل الله سؤالًا أحبَّ إليه من سؤال العافية. وجوز أن يكون "شيئًا" مفعولًا به، أي: ما سئل الله مسئولًا أحبَّ إليه من العافية، فزيد "أن يسأل" اهتمامًا بشأن المسئول، أو أريد من قوله: "من أن يسأل من العافية المسئولة".


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٢٩٧٧٨).
(٢) من (ج) فقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>