ثم العافية في اللغة: دفع العفاء، وهو الهلاك، والمراد بها هنا أن يكون للرجل كفاف من القوت وصحة البدن، بحيث لا يمنعه عن الاشتغال بأمر الدين وترك ما لا ضرورة فيه، ولا خير في وجوده، ولذا كان الشبلي -قدس سره- إذا رأى أحدًا من أرباب الدنيا الفانية، قال:"اللهم إني أسألك العافية".
(ت) أي: رواه الترمذي من حديث ابن عمر بلفظ: "من فتح له منكم باب الدعاء … " إلى آخره، وسيأتي حديث:"يا عم، أَكْثِرِ الدُّعاءَ بالعافية".
(لا يرد القضاء) أي المعلق (إلا الدعاء) أي: المقبول المحقق، أو لا يدفع صعوبة القضاء المبرم إلا الدعاء المحتم، قال التوربشتي وغيره:"إن القضاء في الأصل إنما هو الأمر المقدر، وأريد به هنا ما يخافه العبد من نزول المكروه، فإذا وفق للدعاء رفعه الله، فتسميته قضاءً مجازٌ، أو أراد بِرَدِّ القضاء تهوينه وتيسيره، حتى يكون القضاء النازل كأنه لم ينزل.
(ولا يزيد في العمر) بضمتين وقد يسكن، فالأول أفصح، والثاني أشهر، وزيادته باعتبار بقاء الاسم والأثر، وقيل: "بالنظر إلى الأجل المؤقت المعلق، لا المبرم المقدر" (إلا البر) بالكسر: الإحسان على ما في "النهاية"، والأظهر أن يراد به الطاعة الشاملة لكل عبادة، كما قال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة: ١٧٧] الآية، ثم قيل: "في تأويل الحديث وجهان:
أحدهما: أن معناه إذا برَّ فلا يضيع عمره، فكأنه زاد.