للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقول: الظاهر أن هذا الحديث ولو كان بسنده موقوفًا لكنه في حكم المرفوع؛ إذ مثله لا يقال من قِبَل الرأي، وإنما ذكر الآية استشهادًا، وبينها اعتضادًا وتنبيهًا على أن ما ورد من السنة إنما هو بيان لما في كتاب الله، والله أعلم بالصواب.

(إن الله اصطفى من الكلام) أي: من جنس ما يتكلم به، أو من الكلمات الواردة في كلام الله، (أربعًا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله، كتب له عشرون حسنة) أي: لاشتماله على كلمتين، كل كلمة حسنة مضاعفة بعشرة على أقل أصناف المضاعفة.

(وحطت) أي: وضعت ومحيت (عنه عشرون سيئة. ومن قال: الحمد لله فمثل ذلك) بالرفع، أي: فحكمه مثل ما تقدم من الإثبات والمحو. وفي نسخة بالنصب، أي: فيكون حكمه مثل ما ذُكِرَ.

وهذه الجملة موجودة في أكثر النسخ المصححة، وفي نسخة صحيحة مقروءة مكتوبة في الهامش، مرموز فوقها رمز الطبراني، ومكتوب تحتها: "أصل الطيبي وحاشية الجلال"، والله أعلم بالحال.

(ومن قال: الله أكبر فمثل ذلك، ومن قال: لا إله إلا الله فمثل ذلك، ومن قال: الحمد لله رب العالمين من قِبَل نفسه) بكسر القاف وفتح موحدة، أي: من صميم قلبه مخلصًا لربه زيادة على ما سبق.

وقال المصنف: "أي: من عنده، زيادة على ما تقدم" (١). وقال الحنفي:


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٦/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>