للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(ولما جلس الرجل) أي: المعهود في الحضرة الشريفة، (وقال: الحمد لله حمدًا كثيرًا) أي: في الكمية، (طيبًا) أي: في الكيفية، بالبراءة من الرياء والسمعة، (مباركًا فيه) أي: في الحمد حتى يشمل النعم، بل ويعم البلاء والألم، فيكون حمدًا في السراء والضراء، (كما يحب ربُّنا ويرضي) أي: حمدًا مثل ما يحبه ربنا ويرضى به، فهو صفة بعد صفة لـ "حمدًا"، وجوز الحنفي أن يكون قيدًا لـ "طيبًا مباركًا فيه"، وفيه ما فيه.

(فقال : والذي نفسي) أي: روحي أو ذاتي، (بيده) أي: بيد قدرته، وتصرف إرادته، (لقد ابتدرها) أي: تسارع إليها وتسابق فيها (عشرة أملاك) وتعجل بعضهم بعضًا في [كتابة] (١) تلك الكلمات، ورفعها إلى حضرة رب العزة لعظمة قدرها، وكثرة أجرها.

قال المصنف: "من [المبادرة] (٢)، وهي العجلة والاهتمام إليه" (٣).

وقال الحنفي: "الظاهر أن يقال: من الابتدار بمعني المبادرة"، انتهى.

وفيه: أن الافتعال يكون بمعني المفاعلة، لما بينهما من الفرق المُبَيَّنِ في علم الصَّرْف، فهذه بادرة منهما عفا الله عنا وعنهما، ولعل وجه اختصاص عدد العشرة؛ لأنه أقل الكثرة من الأعداد فوق الآحاد، أو لأنها أدنى مراتب عدد الأخبار المتواترة عند بعض العلماء المعتبرة.


(١) كذا في (أ) و (ب)، وفي (خ) و (د): "كَتْبِهِ".
(٢) كذا في (ب) و (ج) و (د) و"مفتاح الحصن الحصين"، وفي (أ): "التبادر".
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٦/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>