هذا، ويحتمل أن الاستغفار له ﷺ من الأمور المباحة من أكل، أو شرب، أو جماع، أو نوم، أو راحة، أو مخالطة الناس والنظر في مصالحهم، ومحاربة أعدائهم تارة، ومداراتهم أخرى، وتأليف المؤلفة، وغير ذلك مما يحجبه من الاشتغال بذكر ذي الجلال على وجه الكمال، ومن التضرع إليه، ومن الحضور والاستغراق لديه، ومن المشاهدة والمراقبة عليه، فيرى ذلك بالنسبة إلى المقام العلي، وهو الحضور في حظيرة القدس، ومجلس الأنس ذنبًا، حتى يعد الصوفية الشعور بالأمور النفسية نوعًا من الشرك، وإثبات الاثنينية؛ فقال بعض أصحاب الأحوال:"وجودك ذنب لا يقاس به ذنب، وإنما الكمال هو البقاء بالمولى بعد الفناء عن السوى، وهو حقيقة معنى "لا إله إلا الله"".
ولا يبعد أن يكون استغفارُه تشريعًا لأمته، أو من ذنوب الأمة، فهو بمنزلة الشفاعة.
(توبوا إلى ريكم، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة) الظاهر أن المراد بها -وكذا بالسبعين- الكثرة. (عو) أي: رواه أبو عوانة عن ابن عمر، والأغر المزني معًا. ورواه مسلم عنه أيضًا، وفي روايته:"وتوبوا إلى الله" والباقي سواء.
(ما أصر من استغفر، وإن عاد) وفي نسخة: "ولو عاد"، (في اليوم سبعين مرة. د) أي: رواه أبو داود عن أبي بكر الصديق ﵁، ورواه