للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الترمذي أيضًا (١).

(إنه) أي: الشأن (ليُغانُ) بضم الياء؛ على أنه مبني للمفعول، وأسند إلى الظرف، وهو قوله: (على قلبي) فمحله الرفع على كونه نائبًا للفاعل، والجملة خبر لـ"إن"، ومفسر لضمير الشأن، واللام لتأكيد البيان، والمعنى: لَيُحْجَبُ وَيُغَطَّى على قلبي حتى يشتغل عن ربي، فإن الغين لغة في الغيم، ويقال: غِينَ على كذا غطي عليه.

وخلاصة المرام في هذا المقام: أن ملاحظة غين الأغيار مانعة عن مطالعة شهود عين الأخيار، كما قال العارف ابن الفارض (٢):


(١) أخرجه الترمذي (٣٥٥٩)، وأبو داود (١٥١٤). وإسناده ضعيف؛ لأن فيه مولى أبي بكر مجهول وكذلك حسن بن اليزيد قال عنه الحافظ في "التقريب" لين الحديث (ت ١٣٧٠).
(٢) ابن الفارض: هو أبو حفص وأبو القاسم عمر بن علي بن المرشد بن علي، حموي الأصل، مصري المولد والدار والوفاة، ولد في الرابع من ذي القعدة سنة ٥٧٦ هـ، وتوفي في الثاني من جمادى الأولى سنة ٦٣٢ هـ.
قال الذهبي عنه: شاعر الوقت، شرف الدين عمر بن علي بن مرشد، الحموي ثم المصري، صاحب الاتحاد -وحدة الوجود- الذي قد ملأ به "التائية" .. فإن لم يكن في تلك القصيدة صريح الاتحاد الذي لا حيلة في وجوده، فما في العالم زندقة ولا ضلال، اللهم ألهمنا التقوى، وأعذنا من الهوى، في أئمة الدين، ألا تغضبون لله؟! فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال في "ميزان الاعتدال": حدث عنه القاسم بن عساكر، ينعق بالاتحاد الصريح في شعره، وهذه بلية عظيمة، فتدبر نظمه ولا تستعجل، ولكنك حسن =

<<  <  ج: ص:  >  >>