للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلَوْ خَطَرَتْ لِي في سِواكَ إِرادةٌ … على خاطِرِي سَهْوًا حكمتُ بِرِدَّتِي

فلا فَرْقَ بين العين والغين إلا مشاهدة الوحدة الأصلية الذاتية، والكثرة العارضة الحاصلة في الكمية، فإن الغين المعجمة مع زيادتها بالنقطة الحسية وصلت إلى المرتبة المزية المعنوية الألفية.

والحاصل أن الغين نقاب لطيف نوراني بخلاف الرين فإنه حجاب كثيف ظلماني؛ ولذا قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: ١٤ - ١٥].

هذا، وقد قال المصنف موافقًا لما في "النهاية": "الغين بالنون: غشاءٌ رقيقٌ يكون دون الغيم بالميم، والمغيم فوقه، يقال: غيمت السماء إذا أطبق عليها الغيم، والرين بالراء والنون فوقه، وهو الطبع والختم والسد، وقيل: الغين شجر ملتف، يريد ما يغشاه من السهو ونحوه الذي لا


= الظن بالصوفية، وما ثم إلا زي الصوفية وإشارات مجملة، وتحت الزي والعبارة فلسفة وأفاع فقد نصحتك، الله الموعد.
ومن شعره "التائية" وأبياتها تطفح بالكفر والقول بوحدة الوجود، يدعي ابن الفارض أن النبي هو الذي اختار له اسمها- كما هو مذكور في "ديباجة ديوانه"-: سأل النبي ابن الفارض مرة أخرى في المنام عن قصيدته "التائية الكبرى": "ماذا سماها؟ "، فأجابه بأنه سماها "لوائح الجنان وروائح الجنان"، فقال له النبي: لا، بل سمها "نظم السلوك" ..
انظر: "سير أعلام النبلاء" (٢٢/ ٣٦٨)، "ميزان الاعتدال" (٣/ ٢١٤ - ٢١٥)، وابن الفارض والحب الإلهي للدكتور محمد مصطفي حلمي (ص ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>