للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفا وأكثر، وتاب في كل مرة قبلت توبته، ولو تاب من الجميع توبةً واحدةً صحت توبته"، انتهى.

وقوله: (ثلاثًا) ليس ظرفًا لقوله: "غفرت" كما [يتبادر إلى] (١) وهم من لا فهم له، بل بيان لما وقع من تكرار السؤال والجواب في الحديث بين العبد والرب.

وقوله: (فليعمل ما شاء) مترتب على عادته المعروفة من الوقوع في المعصية والرجوع إلى التوبة، وليس المراد به الأمر على وجه الإباحة بالمخالفة، بل قد يطلق الأمر للتلطف وإظهار العناية والشفقة، كما تقول لمن تراقبه وتتقرب إليه وهو يباعد عنك ويقصر في حقك: "افعل ما شئت، فلست أعرض عنك، ولا أترك ودادك".

وهو في الحديث بهذا المعنى، أي: إن فعلت أضعاف ما كنت تفعل ثم استغفرت عنه غفرت لك، فإني أغفر الذنوب جميعًا ما دمت تائبًا عنها، مستغفرًا إياها.

(خ، م، س) أي رواه: البخاري، ومسلم، والنسائي، عن أبي هريرة (٢).

(طوبى) فُعْلَى من الطيب، قلبت ياؤه واوًا لسكونها وانضمام ما قبلها؛ ففي "الصحاح": "يقال: طوبى لك وطوباك".


(١) كذا في (ب) و (د)، وفي (أ): "يتبادر إليه"، وفي (ج): "تبادر إلى".
(٢) أخرجه البخاري (٧٥٠٧)، ومسلم (٢٧٥٨)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>