للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنف: "وفي رواية: "من شغله القرآن وذكري عن مسألتي والجمع بين ذلك: أن تلاوة القرآن أفضل من الذكر بلا خلاف كما تقدم في أول الكتاب، إلا فيما شُرِعَ لغيره، ثم الذكر أفضل من الدعاء إلا فيما شرع فيه الدعاء.

والحاصل أن قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء من حيث النظر إلى كل منهما مجردًا، وقد يَعْرِضُ للمفضُول ما يجعله أولى من الفاضل بل يُعَيّنه، فلا يجوز أن يُعْدَل عنه إلي الفاضل. مثالها: أن التسبيح في الركوع والسجود أفضل من قراءة القرآن فيهما؛ فإنها مَنْهي عنها نَهْيَ [كراهةٍ] (١) أو تحريمٍ، وكذلك التسبيح والتحميد في محلهما أفضل من القراءة، وكذلك التشهد، وكذا "رَبّ اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني" بين السجدتين= أفضل من القراءة والذكر. وأما الذكر عقيب السلام من الصلاة، من التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير= أفضل من الاشتغال عنه بالقراءة، وكذا إجابة المؤذن والقول كما يقول أفضل من القراءة، وإن كان فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه؛ إذ لكل مقامٍ مقالٌ، فليُعْلم ذلك" (٢).


= "التقريب" صدوق يخطئ كثيرًا وكان شيعيًا مدلسًا (ت ٤٦٤٩). وانظر: الضعيفة (١٣٣٥).
(١) كذا في (ب) و"مفتاح الحصن الحصين"، وفي (أ) و (ج) و (د): "كراهية".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٧/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>