للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطيبي: "واحدها إنًى، وأَنًى، وإنْيٌ، وإِنْوٌ، أربع لغات". (وآناء النهار) وفي نسخة: "أطرافَ النهار".

(وَرَجُلٌ) بالوجهين، (آتاه مالًا فهو يُنْفِقهُ) أي: في الطاعات، كما ورد مُصَرّحًا به في الأحاديث الأخر على ما في "التصحيح"، (آناء الليل وآناء النهار).

والمعنى: لا ينبغي أن يتمنى الرجل أن يكون له مثل صاحب نعمةٍ نعمةً، إلا أن تكون النعمة مما يتقرب به إلى الله تعالى، كتلاوة القرآن والتصدق بالمال -أي: الحلال- وغيرهما من الخيرات، كذا ذكره المظهر، وفيه إشارة إلى أن ذكر الرجلين بطريق الحَصْر بناءً على نعمتي [العلم والمال] (١)، وإيماءً إلى أن العلم خير من المال، وأن العالم أفضل من العابد.

فارتفع ما استشكل الحنفي بأن: "الحصر المذكور فيه محتاج إلى بيان؛ لأن المجاهد في سبيل الله والشهيد في سبيله مثلًا وغيرهما في حكم هذين الصنفين، بل بعض الأحاديث تدل على زيادة فضلهم"، انتهى.

ولا يخفى أنّ جميع العبادات لا تخرج عن العلم بالقرآن المشتمل على الطاعات البدنية قولًا وفعلًا، كما أشار إليه بقوله: "فهو يقوم به"، ولعل ذكر المال من باب التخصيص بعد التعميم، أو للمقابلة المشعرة بأن صاحب المال المنفق في سبيله ولو كان ليس بعالمٍ لكن ينبغي أن [يغتبط] (٢)


(١) هذا هو الأليق بالمسياق، وفي جميع النسخ: "العلمي والمالي".
(٢) كذا في (ج) و (د)، وفي (أ): "يغبط"، وفي (ب): "يغبطه".

<<  <  ج: ص:  >  >>