للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به، لكن قد سبق في أول الكتاب حديث: "لو أنَّ رَجُلا في حجره دراهم يقسمها، وآخر يذكر الله، كان الذاكر لله أفضل"، ولا يبعد أن يرجع التقسيم إلى الفقير الصابر والغني الشاكر؛ فإن الغالب عدم الجمع بين العلم والمال، والله أعلم بالحال.

وقيل المعنى: "لو كان الحسد مجوزًا لجاز عليهما، فيكون مُبَالغة في بيان فضل كُلّ من هذين الوصفين"، وفي الإتيان بـ "الإيتاء"، إيماء إلى أن كلا منهما عَطِيّة إلهية، ونعمة ربانية، وأنه تعالى يخص من يشاء بما يشاء من النعم الدِّينية والمنح الدنيوية.

(خ، م) رواه البخاري، ومسلم؛ كلاهما عن ابن عمر، قال المصنف في "تصحيح المصابيح": "ورواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه" (١).

(يُقال) أي: في الآخرة (لصاحب القرآن) أي: من يلازمه بالتلاوة والعمل به، وقيل: العالم بمعانيه، (اقرأ وارْتَقِ) أمر من الارتقاء، أي: اصعد، وهو كذا في جميع النسخ، لا من الثلاثي المجرد كما يُوهمُه كلام المصنف حيث قال: "من الرقِيّ، وهو: الصعود، وهذا يدله على أن حُفاظ القرآن المرتلين [له] (٢) لهم أعلى منزلة في الجنة" (٣)، انتهى.


(١) أخرجه البخاري (٧٥٢٩)، ومسلم (٨١٥)، والترمذي (٨١٥)، والنسائي في الكبرى (٨٠٧٢)، وابن ماجه (٤٢٠٩).
(٢) من (أ) و"مفتاح الحصن الحصين".
(٣) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٧/ ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>