يعني: كما يدل عليه قوله: (ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) منَ الترتيل وهو: التأنّي في القراءة، (فإنّ منزلتك) أي: مرتبتك المنتهية، ودرجتك العالية، وفي نسخة:"فإن منزلك"(عند آخر آية تقرأُ) أي: عند انتهائها بقدر آيها، وفيه إيماء إلى قول تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: ١١].
فقيل:"ورد في الأثر: أن درجات الجنة بعدد آي القرآن، فمن لازم القرآن في الدنيا عِلْمًا وعَملا، يستولي على أقصى درجات الجنة"، وقيل:"المراد أن الترقي ثابت دائمًا، فكما أن قراءته في حال الاختتام استدعت الافتتاح الذي لا انقطاع له، كذلك حال القراءة والترقي في المنازل التي لا تتناهى، وهذه القراءة كالتسبيح للملائكة لا يشغلهم عن مُسْتَلَذَّاتهم، بل هي أعظم مُسْتَلَذَّاتهم، ثم إن هذا للقارئ حق قراءته، وهو: أن يتدبر معناه ويتأَتّى بما هو مقتضاه، لا الذي يقرؤه والقرآن يلعنه".
(د، ت) أي رواه: أبو داود، والترمذي، عن ابن عمر، وقال الترمذي:"حسن صحيح"، وقال ميرك:"ورواه النسائي، وابن ماجه، وابن حبان أيضًا"(١).
(الذي يقرأ القرآن وهو ماهِرٌ به) "أي: حاذقٌ في حفظه كامل في تلاوته،
(١) أخرجه أبو داود (١٤٦٤)، والترمذي (٢٩١٤)، والنسائي في الكبرى (٨٠٥٦) وابن حبان (٧٦٦) وصحَّحه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (٢٢٤٠).