للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(والقرآن العظيم) مَعْطُوف عليه إحدى صفتي الشيء على الآخر، انتهى، ومن باب إطلاق الكُلّ على الجزء، ومثله قوله تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ [يوسف: ٣]، على قول من قال: المراد بالقرآن: سورة يوسف، ولعل المراد بقوله: "والقرآن العظيم"، أي: مجملًا" لما بيّناه مفصّلا.

وقال التوربشتي في "شرح المصابيح": اختلفوا في المثاني، فمنهم من ذهب إلى أنها من التثنية، بأن يكون جمع مثنى، أو مُثناة على صيغة المفعول منهما، بمعنى: مُرَدَّد ومكرر، ومنهم من ذهب إلى أنها من الثناء، بأن يكون جمع مُثْنٍ أو مُثْنِيَة على أنها اسم فاعل من الإثناء، وقد قيل في تأويلها على القول الأول أنها تثنَّى على مُرور الأوقات، وتُكررَّ فلا تنقطع، وتُدْرَس فلا تندرس، وقيل: لما تتثَنَّى وتجدَّدَ من فوائدها حالًا فحالًا، وقيل: لاقتران آية الرحمة باَية العذاب، وقيل: ينخرط في سلك المثاني ذكر حقوق الربوبية، وأحكام العبودية، وبيان سبيل السعادة والشقاوة ومصالح المعاد والمعاش، وذكر الدارين، ووصف المنزلين (١).

وذهب ذاهب في تأويلها إلى قول النبي : "ما من آية إلَّا ولها ظهر وبطن" (٢)، وقيل في تأوليها على أنها من الثناء: إنها


(١) انظر إرشاد الساري للقسطلاني (٧/ ٥).
(٢) جاء عن الحسن يرفعه إلى النبي قال: "ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع"، قال: فقلت: يا أبا سعيد ما =

<<  <  ج: ص:  >  >>