للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تشتمل] (١) على ما هو ثناء على الله تعالى، فكأنها تثني على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو أنها تدعو بوصفها المعجز من غرابة النظم وغزارة المعنى إلى الثناء عليها، ثم على من يتعلمها ويعمل بها ويتلوها ويُعَلّمها.

والثاني فيما ورد به الحديث أنها الفاتحة، يحتمل وجهين سوى ما ذكرناه:

أحدهما: أنها سُمّيت مثاني؛ لأنها تكرر في الصلاة.

والآخر: لاشتمالها على قسمي الثناء والدعاء، ويقرب من ذلك ما صحَّ عن النبي أنه قال: "قال الله تعالى: قسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين … "، انتهى.

فإن قيل: ففي الحديث: "هي السبع المثاني"، وفي كتاب الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي﴾ [الحجر: ٨٧]؟

أجيب: بأنه لا اختلاف بين الصيغتين، إذا جُعلت: ﴿مِنَ﴾ للبيان، وإن كانت للتبعيض كما ذهب إليه كثير من المفسرين، فيجوز أن يقال: إن الآية واردة على إطلاق المثاني على القرآن كله، لا على إطلاقها على الفاتحة فقط، وأمَّا العطف في الحديث، فمن قبيل عطف وصف على


= المطلع؟ قال: قوم يعملون به.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (٩٣، ٩٤) وإسناده ضعيف، وهو مرسل.
(١) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (ب): "اشتملت".

<<  <  ج: ص:  >  >>