للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضًا نِسْبَة الأعظمية في المراتب العلمية إنما هي باعتبار شرف المعلومات العلية، فأين سورة الفاتحة عن سورة البقرة، وسورة الإخلاص عن ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾، وآية الكرسي عن آية المداينة، وقس على هذا ثواب قراءة السور القرآنية والآيات الفرقانية؛ فإنها تختلف في الكمية والكيفية، يدركها أرباب الذوق وأصحاب الحال، دون المحبوسين في ضيق البال وحضيض القال.

ولذا قال الشّبْلي لما قيل له: "لِمَ لم يُفْتح باب الإفادة [لتنفع] (١) أصحاب الاستفادة؟ فقال: والذي نفسي بيده، لحضور قلبي في استغراق نور ربي خيرٌ من عُلوم الأولين والآخرين".

وهذا المعنى هو زبدة كلام الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وباقي الأحكام والأمور إنما هي من العوارض في سير السالكين، فاقصد المقصد الأقصى، والمسند الأعلى، والمقام الأسنى، والحالة الحسنى الموجبة للزيادة في الدنيا والعقبَى.

(خ، د، س، ق) أي رواه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عن أبي سعيد المُعَلَّى، وهو صحابي أنصاري مدني على ما ذكره ميرك (٢).

(أُعْطِيتُ فاتحة الكتاب من تحت العرش) أي: بعد ما كانت مُعَلقةً من


(١) كذا في (ج)، وفي (أ) و (ب) و (د): "لتنتفع".
(٢) أخرجه البخاري (٤٤٧٤) و (٤٦٤٧) (٤٧٥٣)، (٥٠٠٦)، وأبو داود (١٤٥٨)، وابن ماجه (٣٧٨٥)، والنسائي (٢/ ١٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>